البراندينج .. ليس تصميما لشعار

الكثير من الناس يتحدثون عن البراندينج كما لو كان جزءا من تصميم شعار أو لوحات وأوراق مكتبية وخلافه ، وهذا خطأ ! لأن ذلك يسمي فـي مجملة «تصاميم » ّ وليس «براندينج . » وعلاوة على ذلك ، هناك العديد من شركات التصميم التي تدعي عمل البراندينج ولكنها فـي الحقيقة هي ليست كذلك ، هم يعملون على التصميم فقط وليس الاستيراتيجيات ، وذلك قد يأخذ الماركة لمكان بعيد آخر ومسار خاطئ تماما ، مما يؤدي إلي فشل تلك الماركـــة فـي الظهـور بالشكل الصحيح فـي السوق وبالتالي يرسم العميل تصورا خاطئا عنها وحينها يكون من الصعب اجراء أي تعديل أو إقناع العميل مرة اخرى !!

والحقيقة أن المعني الحقيقي لعلم البراندينج قد تم تشتيته من قبل بعض التنفيذيين ممن يتحدثون أو يقومون بشرح كيان البراندينج بغرض التعليم في الجامعات والندوات الخاصة وخلافه ،، فالبعض قد يميل الي توثيق هذا العلم الناحية التصميمية فقط والاخر يربطه مباشرة بعمليات تسويق بحتة والثالث لا يلتفت إلي المعني الحقيقي بقدر ما يلتفت إلي سلاسل أخطاء السوق العام ..

المسألة ليست تصميم شعارات أو تصميم المنتجات فحسب ،، فالبراندينج هو الشغف لقيادة لماركة نحو نجاحها . إنها الإستراتيجية الصحيحة التي تساعد فـي رفع صورة الماركة لتحقيق النجاح والتميز فـي الأسواق الحقيقية وأيضا ً ترجمة ذلك عن طريق التصاميم وبالطبع تأتي جودة المنتج فـي المقدمة وقبل كل شئ ،، فبدون الفكرة والمنتج نفسه أو الخدمة الجيدة لن يكون هناك ماركة من الأساس ..

3

هل تعرف حقا السر وراء تفوق شركة «أبل» وإنتشار شعارها ؟ حتي أنك قد تري هذه التفاحة داخل سيارات الأجرة !! أو أنه ربما كان ملصقا علي كثير من السيارات أو ربما كان أكثر من ذلك ،، إنه بالطبع سؤال جيد ، إليك الجواب .

السر الحقيقي وراء تفوق عملاق2ة الإلكترونيات الأمريكية «أبل» فـي كافة أنحاء العالم وشهرتها الجارفة هو فـي الحقيقة المنتج نفسه . أي أن أي شخص يذهب إلي متاجر «أبل» يعرف جيدا أن متاجر الشركة وخدمة عملائها يمثلان المعيار الذهبي لبيع ودعم الأجهزة التكنولوجية ، وأنه قادم لشراء مالانظير له خارج الشركة .
فلو أنه إشتري كل أنواع هواتف الأخري سيظل شغوفا باقتناء تلك التحفة الفنية المطبوع علي ظهرها تفاحة الإبداع . فما يجذبه ليس الشعار نفسه ،، وإنما المنتج فـي المقام الأول . فالعلامة التجارية الجيدة لا تبيع المنتج السئ وأيضا ً لا تنقذ الشركة من الضياع . ولذلك ينبغي أن تتم عملية البراندينج بصورة صحيحة من خلال المختصين فـي بنآء الماركات وتصميمها وليس بصورة عشوائية أو عن طريق الناحية الجمالية أو التصميمية فقط .

البراندينج اليوم هو علم فـي حد ذاته ، لا يمكننا أن نتجاهل القوة والتأثير الذي يقوم به على الماركة فـي أي مجال من المجالات. وأكبر الماركات العالمية تدرك ذلك بشكل جيد ، ويعملون بجهد للحفاظ على مستوى وصورة الماركة او العلامة التجارية فـي السوق وذلك لأنهم يعلمون تمام العلم أن كل ساعة تمر علي منتجاتهم فـي الأسواق إنما هي بمثابة ترسيخ لتلك العلامة التجارية فـي أذهان البشر ومرحلة من مراحل بناء الثقة بين الشركة والعميل .

وذلك لأن أغلب الناس لا يميل إلي التغيير لا سيما إن كانت هناك مفاضلة بين قيمة تجارية عريقة وأخري جديدة مستحدثة. فهنا تحتاج أولا إلى «الفكرة» لذلك البراند والمنتج المناسب مع استراتيجية البراندينج المناسبة لبنائه ، ثم بعد ذلك تنتقل إلى الجانب التسويقي والاعلاني وليس العكس ، وبهذا يكون البراندينج شي اساسي وليس ثانوي .

اليوم ، نحن نرى الماركة ، نسمع الماركة ، نتناول الماركة ، نلمس الماركة و نشم رائحتها . وأصبحنا محاطين بالماركات أينما ذهبنا وفـي كل ما نفعله . الماركة اليوم اصبحت مرتبطة بالشخصية وتعكس أنماط حياة للعديد من الناس فـي جميع أنحاء العالم ، والكثير منهم اصبحوا مهوسين بماركات معينة ويتحدثون عنها بكل شغف بل ولا يفارقونها . فقد اصبحت جزءا ً من الاعتقاد السلوك لديهم . فهل أنت واحدا منهم ؟؟

وبالتالي أصبح البراندينج جزء أساسي من حياتنا وأصبح أكثر انغماسا فـي حياتنا ، وليس بالضرورة أن تكون جميعها ملموسة أو مرئية ، فبعضها قد نتعامل معه بحواس أخرى غير البصر وهذا هو مستقبل البراندينج القادم وهو أن تصبح الهويات تكاملية . بمعنى أن نتعامل مع الهويات بشكل أكبر من البصر ، فقد تكون مسموعة أو ملموسة . وهذا ما يسمى بعلم الـ Sensual Branding أو الـبراندينج المعتمد على الحواس ، وهو يعتمد بشكل أساسي على تفتيت الهوية إلى أجزاء صغيرة يمكن للمستهلكين أو العملاء التعامل معها بشكل منفرد .

1
من الأمثلة على ذلك لو ذهبنا مثلا إلى أحد المحلات لشراء القهوة نجد أن هوية البراند الذي نتعامل معه ليست فقط بصرية ، ليست فقط فـي الشعار الموجود على باب المحل ، فهي أيضا رائحة القهوة المنبعثة خارج المحل – وقد تكون هذه الرائحة أساسا غير حقيقية – وأيضا شكل المحل ، لون الخشب الموجود على أرضية المحل ، ملمس الكنب ، طريقة لبس العاملين ، ابتسامة العامل عند تقديم القهوة ، كل هذه العناصر فـي إجمالها تشكل هوية خاصة بذلك البراند .

والان .. هل لازلت تظن بأن البراندينج مجرد تصميم لشعار !!؟

 

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. Ali
    30 يوليو,2016 في 9:07 ص - Reply

    Thank you for this article. I actually can see the difference between branding identity and designing a particular brand only. one of techniques im interested in is “Storytelling” .This technique used to link customers with the brand emotionally which granted strong long .relationship

    Thank you