مقدمة في مفهوم الإستعارة (metaphor) و كيف تم استغلاله في عالم الويب

الإستعارات / الكنايات (metaphors) اساليب تعتمد على المجاز في التعبير عن المعنى الغير مألوف بطرق مألوفة  إما أن تكون طرق لفظية بضرب بعض الأمثلة من الحياة المعاصرة لتوضيح المعنى أو بطرق بصرية في تمثيل بعض المفاهيم بصريًا استنادًا للعناصر الواقعية المألوفة حتى يصل المعنى كما ينبغي .

ماذا عن استخدامها في عالم الويب ؟

ظهر امتداد لمفهوم الـmetaphors في عالم الويب و هو (conceptual metaphor)  و يعني التمثيل البصري للمفاهيم بطرق مألوفة طبقًا للنموذج العقلي للمستخدم و يمكن أيضًا أن تكون سببًا في تعزيز النموذج العقلي وذلك بقدرة الـmetaphor على ربط عناصر التصميم بالعناصر المادية في الحياة الوقعية أو العناصر الطبيعية  التي يتعرض لها عقل المستخدم يوميًا حتى يدرك سريعًا دلالتها .

 

لماذا الـmetaphor تأخذ حيذًا لا يُستهان به في عالم الويب ؟

  1. لأنها العامل الرئيسي في تحسين النموذج العقلي للمستخدم و نقطة التواصل بين ما يقصده المُصمم و ما سيفهمه المُستخدم .
  2. طريقة مميزة لعرض المعلومات للمستخدمين الذين لا يفضلون قراءة الكتل النصية (paragraphs) التي تشرح معنى واحد يمكن إيصاله بطريقة بصرية أكثر سهولة لكن أيضًا لا نغفل أهمية النصوص في سياق عرض التصميمات حتى يصل المعنى كاملاً لأن هناك بعض التصميمات التي تحمل أكثر من معنى  .
  3. فك غموض المفاهيم المعقدة  بالطرق البصرية لإيصال المعنى بتفاعلية أكثر .

 

مثال : كيف سنعبر عن مفهوم الإحتباس الحراري وأثره الضار على العالم ؟

في هذا المثال تم استغلال الساعة الرملية في توضيح التغييرات المناخية للقطبين و أثرها على العالم بفعل الإحتباس الحراري .

في هذا المثال تم استغلال الساعة الرملية في توضيح التغييرات المناخية للقطبين و أثرها على العالم بفعل الإحتباس الحراري .

التركيب العام للـmetaphor

تتكون من جزئين الأول هو المُشَبَه أو ما يُسمى (tenor) و هو الشئ/ الشخص/ المعنى الذي سيتم تشبيهه .

و الجزء التاني المُشَبه به أو ما يُسمى (vehicle) و هو التمثيل البصري أو اللفظي للشئ/ الشخص/ المعنى بطرق أخرى مستمده من الطبيعة أو الحياة الواقعية الأقرب للنموذج العقلي للمستخدمين .

كيف تم استخدام الـmetaphor في عالم الويب

يتم استخدامها على ثلاث مستويات

المستوى الأول: العلامات التجارية

يتم إستخدامها في التعبير عن مفهوم العلامة التجارية، نرى مثلاً العلامة التجارية الخاصة بـ Flourish (مؤسسة تصميم ويب)

 

يعبر اسم العلامة التجارية عن النمو والتطور و الـmetaphor هي شجرة تنمو في أرض بور .

المستوى الثاني: الإعلانات

حيث يتم إستخدامها في إظهار مزايا المنتجات بطرق إبداعية، لنرى مثلاً جاكوار

 

 

حيث تقوم جاكوار بوضع خلفيات للسياة تعبر عن السرعة مثل حشائش السافنا أو الصحراء لكن مشوشة قليلاً حتى تعطينا إيحاء النمر السريع الذي يعبر عن جاكوار (نمر امريكى استوائى) .

 

المستوى الثالث : عناصر واجهة المستخدم

استمدت واجهة الإستخدام قوة تأثيرها على المستخدم من حياته الواقعية و الأدوات التي يستخدمها وربما عناصر من الطبيعة حتى تقابل النموذج العقلي له فنرى مثلاً تطبيق ذلك في  الأيقونات فأيقونة المنزل تعبر عن الصفحة الرئيسية و أيقونة العدسة تعبر عن عملية البحث و الظرف يعبر عن الرسالة و الفلوبي ديسك يعبر عن عملية الحفظ  .. إلخ .

 

 

إذن هل تعتمد الإستعارات البصرية (metaphors) على النموذج العقلي للمستخدم ؟ أم العكس ؟

هي علاقة تكاملية  فالنموذج العقلي للمستخدم هو عامل هائل لتحسين إستخدام الإستعارات البصرية (metaphor) و استغلال عناصر الواقع في التعبير عن أفكار التصميم وأيضًا الإستعارات البصرية (metaphor) عامل مهم في تحسين النموذج العقلي للمستخدم لأنها تجعل عقله أكثر قدرة على الربط بين عناصر واجهة الإستخدام والواقع وفهمها وبالتالي التفاعل معها سريعًا  .

الخاتمة

الإستعارات البصرية هي أكثر الوسائل نجاحًا في لفت انتباه المستخدم كما تخلق انطباع حساس قابل للفهم الخاطئ اذا تم إستخدامها بطريقة خاطئة لذلك لابد تطبيقها بتصرف حتى يصل المعنى صحيحًا .
الآن أخبرنا هل تستخدم العناصر الواقعية أو الطبيعية على نطاق واسع في تصميمك ؟

مقالات ذات صلة