مقدمة في مفهوم تقنية “تتبع العين” و أثرها على أصحاب المواقع .

أصبح فهم كيفية تعامل العين مع الأشياء المحيطة من أساسيات تجربة المستخدم و عالم تصميم الويب حيث يساعدنا في فهم السلوك البصري للمستخدم ونستطيع من خلاله قياس نشاط العين  اين تنظر ؟ و ماذا تتجاهل ؟ و كيف تتفاعل مع المؤثرات المختلفة ؟ هل تنفر منها ؟ أم تركز عليها ؟ كيف تكون رؤيتها المحيطية لواجهة الموقع و كيف تتنقل بين العناصر وبعضها ؟  يبدو لك أن الإجابة على كل هذه الإستفسارات سهلة وبسيطة، لكن العملية ذاتها معقدة لذلك ظهر مفهوم الـeye tracking كي يقيس مدى و كيفية تفاعل العين على مستوى واجهة الموقع ككل و العناصر الأكثر لفتًا للإنتباه . 

 

 كيف تعمل تقنية تتبع العين (eye tracking) ؟

يتم تجميع بيانات تتبع العين للأشياء المحيطة وتركيزها على بعض العناصر بإستخدام جهاز تتبع العين (head-mounted) حيث يتكون من مصدر ضوء و كاميرا و يتصل بالكمبيوتر ليعرض النتائج، عادة يكون الضوء المستخدم هو أشعة تحت الحمراء و التي توجه مباشرة الى العين ثم تقوم الكاميرا بتتبع انعكاس الضوء مع رؤية العين و من ثم تُستَخدم هذه البيانات في استقراء حركة دوران العين في الإتجاهات الأربعة ثم تحديد العناصر التي تركز عليها العين بشدة والعناصر التي تمر عليها سريعًا و هذا يتم تحديده من اتساع وضيق حدقة العين ثم يتم تجميع كل هذه البيانات وتحليلها ببرامج متخصصة ثم عمل تقرير يوضح السلوك البصري للمستخدم و تسليم التقرير لصاحب الموقع .

 

oculus-rift-on-matt-back2-1500x1000

 

و ما هي الطرق التي نعتمد عليها في استخراج النتائج ؟

يوجد طرق عديدة أشهرهم (Saccade pathways) تعتمد هذه الطريقة على تحليل المسار البصري للمستخدم الى مجموعة احداثيات توضح المسار البصري من بداية تصفح صفحة معينة  و منها يتم تحديد  أكثر عناصر الصفحة جذبًا للنظر وكم بلغت فترات الإنتباه إليها و العناصر التي انتقلت بينها العين بسرعة و المحتوى الذي تم تجاهله . 

 

 

 

و ثاني أشهر هذه الطرق هي الخرائط الحرارية (Heat maps)

تعتمد هذه الطريقة على قياس أوقات مشاهدة الزائر لأجزاء الصفحة و أي الأجزاء الي ركز عليها النظر لفترة ما.

فكرة هذه الخرائط هي التغير بين اللون الأحمر و الأزرق فعندما يتغير اللون بالتدريج من الأزرق الى الأحمر في منطقة ما من الصفحة فهذا دليل على تركيز نظر المستخدم حتى تصل الى التوهج عندما تزيد فترة تركيز النظرعلى هذه المنطقة  أما اللون الأزرق يشير الى التنقل السريع بين العناصر .

نرى مثلاً في هذه الخريطة التركيز الأكبر على المناطق الشرقية و تنقل سريع بين المناطق الغربية

 

 

    

 

ما الذي تقدمه هذه التقنية لأصحاب المواقع ؟

1. معرفة اذا كان المستخدمين تفاعلوا مع عناصر الواجهة و المحتوى جيدًا أم  مسحوه بأنظارهم فقط ؟ لكن أحيانًا يركز المستخدمون ابصارهم على نقطة ما لمدة معينة بدون تركيز و هنا لا نستطيع ان نعرف  اذا تفاعلوا فعلاً مع الوجهة بوعي أم لا .

2. معرفة معدل انتباه المستخدمين للأجزاء المختلفة في صفحات الموقع لكن لا نستطيع أن نعرف لماذا ثبتوا النظر على هذه العناصر تحديدًا .

3. معرفة اذا كان المستخدم يبحث عن شئ معين – بكلمات غير متأكد من صلاحيتها – من اتساع حدقة العين و هذا تقوم بتحديده الشركة التي تقدم الخدمة أما أنت كصاحب موقع يصلك فقط تقرير عن السلوك البصري للمستخدم يشمل أيضًا فئات المستخدمين الذين اهتموا بتصفح الموقع و كيفية تفاعلهم معه و مدى انتباههم للعناصر التي جذبت أنظارهم و على العكس الفئات التي تصفحته بشكل سريع .

 

الخاتمة  

فهم السلوك البصري للمستخدم أصبح أمر في غاية الأهمية لكثير من المجالات مثل الإعلانات والتسويق و تصميم المواقع لذلك يعتبر مؤشر هائل لإختبار وضوح أجزاء التصميم و إختبار فاعليتها أيضًا .

مقالات ذات صلة